الخميس، 29 نوفمبر 2018
الأدلة من القرآن على ختم النبوة
الأدلة علي ختم النبوة
الأدلة من القرآن على ختم النبوة :
العقيدة الاسلامية تؤكد بعدم امكان نزول الوحي بالنبوة على أحد بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فالادعاءات بنزول الوحي كفر، وسبب للخروج من الإسلام ، والأدلة من القرآن الكريم علي انقطاع وحي النبوة والرسالة كثيرة لا تعد ولا تحصي :
اولا : ختم النبوة وانقطاعها
- [ ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما ] - الأحزاب 40
فهذه الآية دليل صريح على ختم النبوة بمحمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلا نبي بعده هذا ما فهمه المسلمون السابقون لكتاب الله ـ عز وجل ـ منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا فهو رسول الله وآخر النبيين.وهذه الآية تدل بنصها دلالة واضحة على ختم النبوة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ولما كانت هذه الآية تحديا كبيرا امام ادعاءات الاحمديين أولوها بتأويلات باطلة بعيدة عن قوانين اللغة وزعموا بان الخاتم في الآية بمعنى الأفضل لا بمعنى الآخر يعني أن الآية إنما تدل على أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضل النبيين لا على أنه آخرهم. وهذه الشبهة الاحمدية لا تساندها أقوال المفسرين والعلماء الأجلاء بل إنما تشبثوا بهذه الشبهة للتخلص من نص الآية الكريمة الذي يدل دلالة ساطعة على ختم النبوة
ثانيا - إكمال الدين وتمام النعمة الربانية ورضوان الله لنا بالاسلام
- { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } المائدة 3
فالله سبحانه وتعالى أرسل رسله لإيصال رحمته ونعمه إلى الخلق فإذا كمل إيصال النعمة فلا حاجة إلى إرسال رسول لذلك حيث قال تعالي ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم ﴾ هذه الآية ترد مزاعم الاحمديين بأن ختم النبوة تؤدي إلى انقطاع النعمة والشريعة المحمدية تتميز عن الشرائع السابقة بشمول دعوتها كافة الناس وعدم تحديدها بمكان وزمان فـ الدين (فرائضه وشرائعه) قد أكتمل بـ فضل ونعمة الله دون نقصان فـ ليست هناك حاجة إلى نبي جديد
ثالثا : عمومية رسالة نبينا محمد
تدل الآيات على عمومية رسالته إلى الناس كافة حيث كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبُعِث النبي محمد ﷺ للعالمين منذ عهد الرسالة وحتي قيام الساعة عكس الرسالات السابقة ، وهذه الخاصية التي انفرد بها تدل على عدم وجود النبوة بعده.
- { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا } الاعراف 158
- [ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ] - الأنبياء 107
- [ وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ] - سبأ 28
- [ تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ]
الفرقان 1
- [ قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين ] - الحج 49
- [ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ] - الفتح 28
- [ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ] - الصف 9
- [ قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون ] - الأعراف 158
وهذه الآيات تبين أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان مرسلا إلى كافة الناس إلى يوم القيمة فلا حاجة إلى رسول دونه.
رابعا : تعهد الله بحفظ كتاب الاسلام القرآن الكريم دليل خاتمية الرسالات والرسل.
- { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } الحجر 9
حيث تعهد الله بحفظ القران الكريم من التبديل والتحريف بخلاف الكتب والأديان السابقة التي تعرضت للتحريف وهذا يدل على خاتمية هذه الرسالة فـ ليست هناك حاجة إلى نبوة جديدة والقرآن محفوظ .
خامسا : اخبر ربنا سبحانه وتعالي بأنه انزل الرسالة علي نبينا وعلي الانبياء السابقين ولوكان هناك نبي بعد نبينا محمد لذكره لنا المولي سبحانه
- [ والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ] - البقرة 4
- [ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ] - الشورى 13
- [ كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم ] - الشورى 3
- [ ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن
عملك ولتكونن من الخاسرين ] - الزمر 65
- [ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ] - النساء 60
- [ لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما ] - النساء 162
- [ قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون ] - المائدة 59
سادسا : - وقال سبحانه وتعالي " وما ارسلنا من قبلك… " ولم يقل انه سيرسل رسل من بعد نبينا محمد ﷺ
- [ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ] - الأنبياء 25
- [ سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا ] - الإسراء 77
- [ وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ] - الزخرف 23
[
- [ ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين ] - الحجر 10
- [ وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ] - الحج 52
- [ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون ]-يوسف 109
- [ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ] - النحل 43
- [ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ] - الأنبياء 25
- [ ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب ] - الرعد 38
سابعا : الاسلام دين يأمرنا الله سبحانه وتعالي فيه فقط بالطاعة الخالصة لله ورسوله .. ولم يأمرنا بطاعة رسول بعد نبينا ﷺ وأكد الله سبحانه علي ذلك كثيرا
- [ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ] - المائدة 92
- [ وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا البلاغ المبين ] - التغابن 12
- [ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ] - النساء 59
[ قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين ] - آل عمران 32
[ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم ] - محمد 33
[ وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ] - آل عمران 132
[ يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون ] - الأنفال 20
[ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ] - النساء 69
[ قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ] - النور 54
[ قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين ] - النور 54
[ من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا ] - النساء 80
اخيرا : - كل هذه الآيات تصرح بنزول الوحي إلى الأنبياء السالفين ولم تشمل أي إشارة إلى الذين يأتون من بعده فهذا دلالة ساطعة على انقطاع النبوة بعد نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018
الخميس، 8 نوفمبر 2018
الأحد، 4 نوفمبر 2018
أوجه الشبه بين الميرزا وبين المسيح عليه السلام.. ح2
كتب هاني طاهر…في 3نوفمبر2018
وجه الشبه بين المشبّه والمشبّه به والعكسية الميرزائية
حين نقول: فلان كالأسد، فوَجْهُ الشبه هو الشجاعة، لأنّ الشجاعة هي أبرز ما في الأسد.
ولو قيل: إن وجْهَ الشَّبَه هو شرب الماء، لرفض العقلاء جميعا ذلك، لأنّ شرب الماء ليس مما يتميّز به الأسد، بل هو مشترك بين كل الحيوانات.
وحين نقول: الميرزا مثل المسيح، فإنّ وجه الشبه يجب أن يكون في أهمّ ما يتميّز به المسيح، وهي:
الولادة العذرية، وإبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى، وخلق الطير، وقصة الصلب، والتأليه.
ومعلومٌ أنّ الميرزا له أب، ومعلوم أنه لم يُبرئ أكمهَ ولا أبرص، ولا أحيا ميتا ولا خلق طيرا. لكنّ هذا كله يعني أنه لا يشبه المسيح، ولكن المهمّ في قضية الميرزا هي العكسية، وقد تجلًّت في أنّ الميرزا ظلّ عالةً على أبيه حتى آخر لحظاته، حيث قلق الميرزا بشأن انقطاع راتب أبيه التقاعدي!! فإذا كان المسيح قد نشأ بلا أب، فإنّ الميرزا قد كبُر وشاب وهو يعتمد على الأب. وأما الشفاء فالميرزا تحققت نبوءاته وأدعيته بشأن شفاء ابنه الموعود مبارك وصديقه الأول عبد الكريم عكسيا.
فإذا لم تكن بداية الميرزا مثل بداية المسيح، ولم تكن معجزاته كمعجزاته، فلتكن نهايته كذلك.. أي فليُعَلَّق على الصليب، كما يرى الأحمديون، ولْيَنْجُ من هذا الصليب، وليهاجر إلى بلد بعيد، وليؤمن به الملايين هناك.
لكنّ هذا لم يحدث إلا عكسيا؛ فلم يستطع الأعداء أن ينالوا من الميرزا شيئا، بل هو الذي نال من الناس جميعا، ولم يترك أحدا إلا شتمه ولعنه. وكانت نهايته على يد الكوليرا المخزية كما يراها، لا على يد الناس، كما كانت نهاية المسيح في التصوّر الأحمدي.
فلنتابع في أوجه الشبه التي ذكرها الميرزا في كتابه تذكرة الشهادتين عما بينه وبين المسيح:
يتابع الميرزا قائلا:
"العلامة التاسعة للمسيح أنه حين علِّق على الصليب حدث كسوف الشمس، وقد أشركني الله تعالى في هذا الأمر أيضا، لأنه حين كُذِّبتُ لم تكسف الشمس فقط بل خسف القمر أيضا في شهر واحد، شهر رمضان". (تذكرة الشهادتين)
قلتُ: على فرض حدوث كسوف عند تعليق المسيح، فيكون ذلك قد حدث عند موته ونهايته. أما بالنسبة إلى الميرزا فالكسوف والخسوف حدثا في بداية مشروع احتياله، لا في نهايته، وعاش بعدها 14 عاما.
أما الحقيقة فإنّ الأناجيل لا تذكر أيَّ كسوف، بل تذكر "ظُلْمَة عَلَى كُلِّ الأَرْضِ" (إِنْجِيل مَتَّى 27 : 45)، فلو كان هذا الظلام بسبب الكسوف، فكان الأولى أن يُذكر الكسوف.. أما إجماع هذه الأناجيل على ذكر الظلمة مِن دون ذكر الكسوف فلا بدّ أن يكون دالا على أنه لم يكن هنالك كسوف. وهذه الظلمة -إنْ صحَّت- قد تكون بسبب غيوم ملبّدة.
ثم إنّ الكسوف يحدث في كل بضعة أشهر، ويصادف وجود أنبياء ووجود مشعوذين ووجود محتالين، فهذا ليس وجْهَ شَبَه.
يتابع الميرزا قائلا:
"العلامة العاشرة هي أنه حين أوذِي المسيح تفشى في اليهود طاعون جارف، وقد تفشى الطاعون في زمني أيضا". (تذكرة الشهادتين)
قلتُ: الطاعون ظلّ ينتشر عبر التاريخ ولم يتوقّف إلا في العصر الحديث. وقد حصد ثلث أوروبا في خمس سنوات قبل بضعة قرون. هذا كله على فرض صحة قوله أنّ طاعونا جارفا حدث بعد إيذاء المسيح.
ويتابع الميرزا قائلا:
"العلامة الحادية عشرة للمسيح كانت أن علماء اليهود سعوا أن يُعتبر المسيح متمردا، فرُفعت قضيةٌ ضده، وبُذلت الجهود ليُدانَ بعقوبة الإعدام. وقد جعلني قدر الله تعالى شريكا في هذه العلامة أيضا إذ رُفعت ضدي قضية زائفة بتهمةِ القتل، وحاولوا إلصاق تهمة التمرّد بي". (تذكرة الشهادتين)
قلتُ: لم تُرفع قضية ضد المسيح بأنه قاتل، أما الميرزا فاتُّهم بأنه قاتل ليكهرام.
ولم تُبذل جهود ليُدان الميرزا بالتمرّد، بل إذا حدث شيء من هذا فهو سخيف، فالميرزا لا يفتأ يتملّق للحكومة، فمن سيصدّق مَن يتّهمه بالتمرّد. لذا نميل إلى أنه لم يتّهمه أحد بالتمرّد، إلا أن يكون سخيفا. أما المسيح فقد اتهمه القوم وكبارهم وصدّقهم الحاكم. ثم إنّ المسيح لم يكن متملّقا مثل الميرزا. فسقط وجه الشبه السخيف.
ويتابع الميرزا قائلا:
"العلامة الثانية عشرة للمسيح كانت أن علِّق معه على الصليب لصٌّ. وقد أُشرِكتُ في هذه العلامة أيضا لأنه... قُدِّم معي في اليوم نفسه في المحكمة لصٌّ مسيحي... كان قد سرق بعض النقود فعوقب بالسجن لثلاثة أشهر فقط، ولم يعاقَب بالموت كما حوكم اللص مع المسيح". (تذكرة الشهادتين)
قلتُ: هذا وجه اختلاف لا وجه شبه ما دام اللصّ قد أُعدم هناك، ولم يُسجن إلا 3 أشهر هنا.
ثم إن اللص قد صُلب مع المسيح، أما هذا اللص المفبرك فلم يُصلب مع الميرزا ولم يُعاقَب مع الميرزا.
ثالثا: صُلب لصان مع المسيح، لا لصّ واحد.
رابعا: قال المسيح لأحدهما {إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ} (إِنْجِيلُ لُوقَا 23 : 43)، ولم يقل الميرزا لذلك اللصّ! بل لم يرَه.. بل فبركه ليزعم ما زعم.
فهذا وجه شبه موغل في السخافة على فرض صحّته.
يتابع الميرزا قائلا:
"العلامة الثالثة عشر كانت أنه حين قدِّم المسيح أمام الحاكم بيلاطوس وطُلب أن يعاقَب بالموت قال بيلاطوس ما مفاده: لا أرى له أي ذنب حتى أدينه بهذه العقوبة. كذلك قال لي "كبتان دوغلاس" ردًّا على قولي: لا أرى لك أي ذنب". (تذكرة الشهادتين)
قلتُ: هذا وجه شبه سخيف، ذلك أنّ المهمّ أنّ بيلاطوس حكم بصلب المسيح ووافق على صلب المسيح وأمر بصلب المسيح. أما القاضي الإنجليزي فبرّأ الميرزا من التهمة السخيفة التي اتُّهم بها. أما أنّ كلا من القاضي والوالي لم يكن راضيا بظلم المتَّهم، فهذا ليس وجهَ شبه، فالأصل في القاضي أن يرفض الظلم، لكنّ المهم هو تطبيق العدل، فبيلاطوس خضع لليهود، والإنجليزي لم يخضع لأحد. فالعكسية واضحة.
ويتابع الميرزا قائلا:
"العلامة الرابعة عشرة للمسيح كان أنه ما كان من بني إسرائيل لكونه بلا أب، ولكن مع ذلك كان النبي الأخير من السلسلة الموسوية ووُلد في القرن الرابع عشر من بعد موسى عليهما السلام. كذلك أنا؛ فلست أنحدر من قبيلة قريش، وقد بُعثت في القرن الرابع عشر وكنتُ الأخير مبعثًا". (تذكرة الشهادتين)
قلتُ: المسيح نبيّ، والميرزا ليس نبيا، بل يرى نفسه مجددا ومحدّثا. ثم إن جماعته من بعده ترى النبوة مستمرة، على اختلاف بينهم في ذلك.
أما أنْ يكون غير القرشي شبيها بالمولود بلا أب، فسخافة لا نظير لها.
أما قصة القرن الرابع عشر فليس عليها دليل.
يتابع الميرزا قائلا:
"العلامة الخامسة عشرة للمسيح كانت أن الدنيا في عصره كانت قد تغيرت تماما، إذ رُصفت الشوارع، وتحسن نظام البريد ونظام الجيش إلى حد كبير واخترعت وسائل جديدة تيسيرا على المسافرين، وتحسنت قوانين المحاكم أيضا. وكذلك تقدمت في عصري أسباب الراحة في الدنيا كثيرا، بحيث وُجد القطار الذي ورد الخبر عنه في القرآن الكريم". (تذكرة الشهادتين)
قلتُ: إذا لم تستَحِ فقل ما شئت.. فالعالم يتطوّر منذ الدهور، ولم يكن عصر المسيح ذا خصوصية كما كان عصر النهضة الحديثة بالنسبة إلى التاريخ. والميرزا لم يذكر لنا من أين أتى بما قال.
ويتابع الميرزا قائلا:
"العلامة السادسة عشرة للمسيح كانت أنه كان يماثل آدم لولادته بلا أب، كذلك أماثل آدم لولادتي كتوأم". (تذكرة الشهادتين)
قلتُ: لقد كذب الميرزا في قوله أنه وُلد توأما، لكنني لستُ بصدد إثبات ذلك الآن. بل سأفرض أنه وُلد توأما، ولكن السؤال: كيف يشبه التوائم آدم؟ أي ما وجه الشبه بين التوائم وبين آدم؟
الحقيقةُ أنّ الفروق شاملة بين الميرزا وبين المسيح، ولكنّ الميرزا لا يتورّع عن الهراء وعن الكذب، فيقول:
"لقد جاء المسيح لكي يوضّح أحكام التوراة بدقة، كذلك أُرسلتُ أنا أيضا لأبيِّن أحكام القرآن الكريم بوضوح تام". (إزالة الأوهام، ص 110)
والسؤال لشهود الزور: ما هي الأحكام التوراتية التي وضّحها المسيح بدقة؟ وما هي أحكام القرآن الكريم التي وضحها الميرزا بوضوح تام ولم تكن واضحة قبله؟
أما المسيح فقد ألغى عددا من أحكام التوراة بوضوح، فقد أخذ يعدّد أحكام التوراة، ثم يذكر حكمه الذي استدرك عليها وألغاها وأتى بغيرها، فقال:
{وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَق. 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي. 33«أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ،} (إِنْجِيلُ مَتَّى 5 : 31-34)
وقال:
{سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا... 43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ.} (إِنْجِيلُ مَتَّى 5 : 38-44)
وقد أكّد القرآن الكريم على هذه الحقيقة في قوله تعالى {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} (آل عمران 50)
أما الميرزا فيرى أنه تابع للقرآن، ولا يستدرك عليه ولا يضيف ولا يُنقص.
فالخلاصةُ أنّ الفروق شاملة بين الميرزا وبين المسيح، وحاشا لله أنْ يُشَبّه الميرزا بغير المحتالين.
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)